responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 214
على صورة البشر لَلَبَسْنا ولخلطنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ اى مثل ما يخلطون على أنفسهم من ان البشر لا يليق بالرسالة فلم يصدقوه ايضا
وَبالجملة لا تحزن ولا تضطرب يا أكمل الرسل من إيذائهم واستهزائهم معك واصبر على أذاهم فانه لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فصبروا على ما كذبوا واستهزؤا وأوذوا فَحاقَ وأحاط من الجوانب بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ وبال ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فاهلكوا واستؤصلوا مما استهزؤا وان أنكروا قصة إهلاكهم
قُلْ لهم سِيرُوا فِي الْأَرْضِ التي هي مقر الفراعنة ومنزل الاكاسرة والقياصرة ومضرب خيام الخواقين المعتبرة معتبرين ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ الذين كذبوا الرسل عتوا وعنادا بحيث لم يبق من رسومهم وآثارهم واطلالهم وارباعهم أصلا مع انهم كانوا اولى قوة وذوى بأس شديد
قُلْ لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا تبكيتا وإلزاما لِمَنْ ما ظهر فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تصرفا وتملكا إيجادا وإظهارا اعداما وافناء قُلْ ايضا أنت يا أكمل الرسل بعد ما بهتوا وتحيروا في الجواب لِلَّهِ المتوحد المتفرد بالتجلى والظهور والتصرف مطلقا إذ قد كَتَبَ أوجب والزم سبحانه عَلى نَفْسِهِ وذاته حين كان ولم يكن معه شيء الرَّحْمَةَ العامة اى التجلي والاستيلاء بمقتضى اسمه الرّحمن العام على عروش درائر الأكوان المنعكسة من أوصافه الذاتية لَيَجْمَعَنَّكُمْ سبحانه ايها العكوس والاظلال بمقتضى اسمه الرّحيم إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ التي هي الطامة الكبرى المرتفعة فيها نقوش الغير والسوى مطلقا واعلموا انه لا رَيْبَ فِيهِ اى في جمعه ورفعه عند ذوى البصائر والنهى المتأملين في سرائر الظهور والإظهار والبطون والإخفاء واما القوم الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ باقتصار النظر في هذه الاظلال والتماثيل الزائغة الزائلة التي لإقرار لها ولا مدار للذاتها وشهواتها أصلا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بالرجوع الى مأمن التوحيد ومقر التجريد والتفريد وأولئك هم الضالون في تيه الحرمان الباقون في ظلمة الإمكان
وَكيف تنكرون جمعه وتوحيده سبحانه مع ان لَهُ ما سَكَنَ اى عموم ما بطن فِي اللَّيْلِ اى مرتبة الباطن والغيب المطلق وَكذا ما ظهر وانكشف في النَّهارِ اى مرتبة الظاهر والشهادة المطلقة وَهُوَ بذاته السَّمِيعُ بكل ما سمع الْعَلِيمُ بكل ما علم وأدرك لا يخفى عليه شيء مما ظهر وبطن
قُلْ يا أكمل الرسل لمن أنكر توحيد الحق واثبت له شريكا ومع ذلك يريد ان يرغبك الى الشرك عتوا وعنادا إلزاما له وتبكيتا أَغَيْرَ اللَّهِ الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له أصلا أَتَّخِذُ وَلِيًّا مولّيا ووكيلا لا كون مشركا مثلك مع كونه سبحانه فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ اى موجدهما ومظهرهما من كتم العدم بالاستقلال بلا مظاهرة ومشاركة وَهُوَ يُطْعِمُ المحتاجين وَلا يُطْعَمُ لتنزهه عن الاكل والشرب خص سبحانه بعدم الاتصاف بهذه الصفة لأنها من أقوى اسباب الإمكان وأجل امارات الحدوث وأظهرها والباقي متفرع عليها قُلْ يا أكمل الرسل المرسل لعموم البرايا إِنِّي أُمِرْتُ من عند ربي أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وأطاع وانقاد واظهر التوحيد الذاتي وادعوا الناس جميعا اليه وَايضا قد نهيت انا خاصة على وجه المبالغة والتأكيد من عنده سبحانه بقوله لا تَكُونَنَّ أنت يا أكمل الرسل بحال من الأحوال وشأن من الشئون مِنَ الْمُشْرِكِينَ المثبتين الوجود لغير الحق اصالة من الاظلال والعكوس
وبعد ما أمرت يا أكمل الرسل بما أمرت ونهيت ايضا عما نهيت قُلْ لمن تبعك لعلهم ينتبهون ايضا إِنِّي بعد ما تحققت بمقام

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست